ثورة لبنان: ثورات

By Mozzoom

سقط بن علي ومن بعده مبارك فهنّأ اللبنانيون الشعبين المصري والتونسي متمنين انتقال الثورة إلى لبنان لإسقاط النظام الفاسد على كل الأصعدة ونقل لبنان فعلاً إلى مرحلة ما بعد الحرب الأهلية. ما هي الموانع التي تقف في وجه قيام ثورة شعبية في لبنان، وكي نبقى بعيدات عن النق اليائس، ما هي الأدوات التي نمتلكها لإصلاحات اجتماعية تتحول في ما بعد إلى إصلاحات سياسية واقتصادية؟ سمعت مرة د.عزمي بشارة في مقابلة له على الجزيرة في برنامج “الاتجاه المعاكس” يتكلم عن مفهوم المواطنة فاستغربت حينها أننا في القرن الواحد والعشرين وما زلنا مشاريع مواطنات ومواطنين .إنّ النظام الطائفي الذي مد يده على النظام اللبناني نشر ثقافة منافية لمفهوم المواطن وهي ثقافة الانتماء إلى الطائفة وليس إلى الوطن فالطائفية جزأت لبنان وصنعت منه مجموعة طوائف، كبيرة كانت أو صغيرة، وأصبح الواطن فرداً من هذه الطائفة يُلغى كيانه ووجوده خارج نطاقها الديني المذهبي البحت. ترجم هذا النظام على الأرض بثقافة الكيدية والخوف والإنعزال والحقد والضغينة بين أفراد الوطن الواحد. وهذه الحواجز والموانع تزول ما أجهاضت الطائفية الاجتماعية منها قبل السياسية. كيف؟ بيدنا نحن الناشطات والناشطين مشروع قانون للحل وهو العلمانية. هذا المشروع القائم أولاً على مفهوم فصل الدين عن الدولة عبر وضع قانون مدني تسير مفاعيله على جميع المواطنات والمواطنين على السواء.العلمانية هي الخطوة الأولى في صناعة المواطنة فالفرد هو مواطن يدفع الضرائب وله حقوق وعليه واجبات تجاه المجتمع المدني والسياسي الذي تسوده عدالة مبنية على قوانين وليس على حسابات طائفية أكثرية أقلية علنية .بانتظار رياح الثورة أن تهب في شوارع بيروت ربما يجب على العلمانيين رفع شعار “يريد الأفراد أن يصبحوا شعباً“.فبهذا الشعار تصبح الثورات اللبنانية، أكثرية كانت أو أقلية، ثورة واحدة موحدة باسم الشعب اللبناني.

Publisher: 

Sawt al' Niswa

Section: 

Category: 

Featured: 

Popular post

Our portfolio

We wouldn't have done this without you, Thank you Bassem Chit - May you rest in power.

Copy Left

Contact us

Contact Sawt al' Niswa via:

You can also find us on: